فوائد الزواج التي يخفيها عنك الجميع

ما هي فوائد الزواج؟ و هل يعتبر الزواج فكرة خاطئة كما يتم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي؟. كما نعلم جميعاً إن الزواج سنة من سنن الحياة التي لا مفر منها. علاوة على ذلك فإن الزواج و التكاثر هو أساس وجود هذه البشرية و إستمرارها.

لكن مع الأسف الشديد ينتشر في عصرنا الحديث أفكار خاطئة عن الزواج. بحيث يوجد العديد من الأشخاص و المؤثرون الذين يعملون على نشر معلومات خاطئة و مخيفة عن الزواج. بالإضافة إلى ذلك ينشرون الجانب السلبي من الزواج و تجربتهم الفاشلة في هذه العلاقة.

لذلك عزيزي القارئ يجب عليك أن تحذر من هذه المعلومات الغير صحيحة. و يجب عليك معرفة فوائد الزواج التي يخفيها عنك معظم الأشخاص المتزوجين. لكن بالطبع يجب عليك إختيار شريكك في هذه الحياة بشكل جيد. لأن سعادتك أو تعاستك في هذه الحياة تعتمد بشكل كبير على إختيار الطرف الآخر الذي سوف يكمل حياته معك.

أفكار خاطئة عن الزواج

أستغرب كثيراً من الأشخاص الذين يروجون و يفضلون فكرة الصداقة على الزواج. بحيث يظهر هؤلاء الأشخاص على مواقع التواصل الإجتماعي و يبدأون بإعطاء النصائح للشباب بأن يتأخروا عن الزواج. و من إحدى النصائح المنتشرة (بأن لا تتزوج قبل الثلاثين من عمرك). أو على سبيل المثال: ادخل في علاقة حب و صداقة لكن لا تتزوج.

بالطبع هذه النصائح غير منطقية و تعبر عن النظرة السطحية للزواج. علاوة على ذلك هذا الشيء لا يقبله الدين و لا الأعراف المجتمعية في الوطن العربي.

علاوة على ذلك بدأ الكثير من المؤثرين على مواقع التواصل الإجتماعي بإخفاء فوائد الزواج و إظهار الجانب السلبي منه في العلاقات الغير صحية. لذلك لا نستطيع تعميم أن فكرة الزواج فكرة خاطئة و لا يجب عليك أن تبحث عن الشخص المناسب.

أيضاً لاحظت على الكثير من الشباب يفضلون فكرة الصداقة و تعدد العلاقات على الزواج و الإلتزام. و يضعون الحجج بعدم وجود الشريك المناسب أو بهذه العلاقات لا توجد أي مسؤوليات أو تكاليف. على الرغم من الآثار السلبية الكبيرة من تعدد العلاقات التي تؤثر بالشخص نفسياً و صحياً.

لذلك الآن سوف أذكر لكم أهم الأفكار الخاطئة المنتشرة عن الزواج. و بعد ذلك سأذكر لكم فوائد الزواج في علم النفس و أثره على الإنتاجية:

1- لا وجود للشريك المناسب و الوفي

تعتبر فكرة عدم وجود الشريك المناسب من الأفكار الخاطئة المنتشرة بشكل كبير على مواقع التواصل الإجتماعي. بحيث أصبح الجميع يشك بالطرف الآخر و ينتظر اليوم الذي سوف تتم خيانته منه.

علاوة على ذلك يظهر بعض المؤثرين الذين دخلوا بعلاقة عاطفية فاشلة في الماضي. و يبدأ بإعطاء النصائح التي لا تمت للواقع بصلة و تزيد الشكوك عند الطرفين. بل يحاول تشجيع الشباب على العزوبية و السفر حول العالم و التعرف على أشخاص جدد.

الفكرة التي تم إخفاؤها بهذه النصيحة هي التشجيع على تعدد العلاقات و عدم الإرتباط الرسمي. و هذا الشيء سوف يؤدي إلى ضياع الشباب و عدم الإستقرار العاطفي و حتى المهني. لأن من فوائد الزواج و الإرتباط بالشخص المناسب الوصول إلى مرحلة الإستقرار النفسي و العاطفي.

2- زيادة الكراهية بين الطرفين

عندما أشاهد بعض المقاطع المنتشرة على منصة التيك توك. ألاحظ وجود العديد من الفيديوهات التي تحض على الكراهية بين الجنسين. بحيث يظهر رجل و يعطي الشباب نصائح بكيفية التعامل مع المرأة و كيف تجعلها خاضعة. و أن النساء لا يجب أن يتم التعامل معهم بشكل جيد لأن ذلك سيؤدي إلى أن تفقدها في المستقبل.

بالإضافة إلى ذلك تظهر إمرأة و تبدأ بإعطاء النساء بعض النصائح التي تحض على عدم الثقة بالرجل و زيادة الكراهية بينهم. بالطبع هذا الشيء خاطئ و مخالف للوقع و غير منطقي.

على الرغم من وجود الكثير من الشخصيات السامة في المجتمع لكن من مسؤوليتك أن تختار الشخص المناسب. بحيث تقوم بالبحث عنه في الأماكن الصحيحة و ليس في الأماكن المشبوهة. لأن الأساس الأول للحصول على جميع فوائد الزواج هو إختيارك للشريك المناسب.

3- الإكتفاء بالذات و عدم الإرتباط

بالتأكيد قد شاهدت من قبل إحدى الفيديوهات التي تشجع على الإكتفاء بالذات و عدم الزواج. لذلك سأطرح عليك سؤالاً مهماً عزيزي القارئ. هل تعتقد بأن الإنسان يستطيع الإكتفاء بذاته؟. بالتأكيد لا لا يستطيع الإنسان الإكتفاء بذاته لأن الإنسان مخلوق إجتماعي و يحتاج إلى التواصل و الألفة.

علاوة على ذلك إن الإنسان لديه حاجات لا يستطيع أن يعطيها لنفسه على النحو الكامل. على سبيل المثال:

• حاجة الإنسان إلى الحب.
• الحاجة إلى أن يشعر بأنه مهم في حياة شخص آخر.
• الحاجة الجنسية.
• الحاجة إلى العاطفة و الإهتمام.

و غيرها من الإحتياجات التي لا تستطيع توفيرها لنفسك مهما فعلت. لذلك تعتبر النقاط السابقة من فوائد الزواج التي تلبي الإحتياجات البشرية للإنسان.

من الممكن أن تقول لي أنك لست بحاجة إلى الحب الخارجي فأنا أحب نفسي. لذلك سوف أجيبك بجملة واحدة (عندما تشعر بالحزن الشديد و إنعدام الشغف. حاول أن تحضن نفسك و ردد أنا أحب نفسي). لا أتوقع أن هذا الشيء سوف يساعدك للأسف.

الدليل على ذلك أيضاً إستوحاش سيدنا آدم عليه السلام عندما كان وحيداً في الجنة قبل خلق حواء رضي الله عنها. أيضاً كما قال الشيخ ياسر الحزيمي في البودكاست الشهير الخاص بالعلاقات. بأن الإنسان لن يصل إلى مرحلة الإستقرار العاطفي و النفسي إلا عندما يتزوج. فكيف يروج هؤلاء الأشخاص للعزويبة و الإبتعاد عن الزواج؟؟.

لماذا الناس يحاولون إخفاء فوائد الزواج؟

قبل أن أذكر لكم الفوائد العظيمة من الإرتباط الرسمي. أود توضيح لكم لماذا يتم إخفاء فائدة الزواج عن الشباب من قبل الآخرين و خصوصاً المؤثرين.

1- عدم وجود الوعي الكافي

دعونا بالبداية أن لا ننكر بأنه بمقدور أي شخص حول العالم الظهور على مواقع التواصل الإجتماعي و نشر المعلومات. لذلك قد تكون هذه المعلومات مغلوطة و ليست مبنية على أسس علمية. علاوة على ذلك قد تكون هذه المعلومات بناءً على تجربة شخصية من قبل المؤثر.

لذلك بعض المؤثرون يقومون بتشويه سمعة الزواج و الإرتباط الرسمي بسبب مرورهم بتجربة فاشلة. و البعض الآخر يقوم بنقل هذه المعلومات بهدف حصد المشاهدات و نقل كلام التنمية البشرية الخاص بالمجتمع الغربي.

بحيث عند المجتمع الغربي يستطيع الشخص أن يسكن و يكون أسرة مع الشخص الآخر من دون الزواج. لكن هذا الشيء غير موجود في مجتمعاتنا المحافظة و الملتزمة. لذلك كيف يستطيع الشخص أن يلبي إحتياجاته الطبيعية من دون زواج؟؟.

لذلك هذا الكلام يدل على عدم وجود وعي كافي عند الأشخاص الذين يشجعون على العزوبية. أيضاً لا أتوقع أن هؤلاء الأشخاص على دراية كاملة بفوائد الزواج و الإرتباط الرسمي.

2- يخفي بعض الأشخاص فائدة الزواج خوفاً من الحسد

هذا السبب منتشر بشكل كبير بين الناس. بحيث إذا قمت بطرح الأسئلة حول الزواج للشخص المتزوج. سوف يبدأ بذكر السلبيات و ينصحك بتأجيل هذه الفكرة إلى أجل غير مسمى. بل يبدأ بذكر بعض المشاكل التي من الممكن ان تواجهها بعد الزواج.

لكن يجب عليك أن تعلم عزيزي القارئ بأن هناك فئة كبيرة من الناس تخفي فوائد الزواج خوفاً من الحسد. لأن بطريقة تفكيرهم السطحية يعتقدون بأنك إذا علمت عن فائدة الزواج من خلالهم فسوف تقوم بحسدهم. و هذا المثال يتوفر بشكل كبير في مجتمعنا العربي.

3- عدم قدرة الشخص على الزواج

يضع الكثير من الناس حجج لعدم الزواج و من هذه الحجج. (أن الزواج سيء و أنا أريد أن أعيش حياتي أو الحياة الزوجية عبارة عن نكد). لكن ما يقبع خلف هذه الحجج أن هذا الشخص غير مقتدر على الزواج. أو لا يوجد شخص معين في حياته و يريد الإرتباط به.

لذلك بدلاً من تشجيعك على قرار الزواج للحصول على الإستقرار النفسي و العاطفي و العديد من الفوائد. يقوم بتشويه سمعة هذا الإرتباط و يضع بعض الحجج الفارغة التي لا تدخل بعقل إلا الأشخاص التي لا تمتلك الوعي الكافي. لذلك إحرص على أن تأخذ النصيحة من الشخص المناسب.

4- التأثر بعلاقة فاشلة قديمة

هناك بعض الأشخاص تأثروا بعلاقات فاشلة قديمة. و نتيجةً لذلك يبدأون بمشاركة تجاربهم الفاشلة مع الآخرين و تحذيرهم من الزواج. لكن مع الأسف الشديد هؤلاء الأشخاص يعتقدون بأن جميع العلاقات سامة و جميع الأشخاص غير مناسبون للزواج.

لهذا لا تأخذ بنصيحة اي شخص ما زال متأثراً بعلاقته الماضية. لأن نصيحته سوف تكون مبنية على تجربة شخصية غير ناجحة.

5- تأثر الناس بالأفلام و المسلسلات الرومنسية

عادةً لا يتم ذكر و تصوير فوائد الزواج من خلال المسلسلات و الأفلام الرومانسية. بل على العكس تماماً بحيث تصور هذه المسلسلات خصوصاً المسلسلات التركية. بأن الأشخاص عندما يكونوا في علاقة حب أسعد بكثير من الأشخاص المتزوجين.

أو على سبيل المثال يصورون بأن الأشخاص الذين يحبون بعضهم البعض ينفصلون بعد الزواج. أو يوجد شخص آخر يحبك خارج إطار العلاقة الزوجية. و كأنه لا يوجد حب في العلاقات الرسمية و الزواج.

لذلك هذه الأفكار تؤثر بشكل كبير في معتقدات الأجيال الصغيرة. لذلك يبنون فكرة خاطئة عن الزواج و يفضلون العلاقات الغير رسمية على الزواج. و بالطبع هذا الشيء له أضرار كبيرة على الصحة النفسية للشخص.

ما هي فوائد الزواج؟

دعونا الآن ندخل إلى صلب الموضوع و نذكر فائدة الزواج من ناحية نفسية و نواحٍ أخرى:

1-الحصول على الإستقرار العاطفي و النفسي

إن الأشخاص الغير مرتبطين إلى الآن (العزابية) لا يشعرون بالإستقرار العاطفي و النفسي. هذا الشيء نتيجة التفكير المستمر بالشريك المستقبلي, من هو؟ و كيف شكله؟ و كيف ستكون معاملته معي؟.

علاوة على ذلك ما يجعلنا نفكر بفكرة الزواج و الإرتباط هي الحاجة. نعم الحاجة للتوقف عن التفكير بما سبق بالإضافة إلى حاجتنا الغريزية التي تعتبر مثل الأكل و الشرب. و عندما نؤخر سن الزواج سوف نصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية مثل: الإكتئاب و القلق و غيرها.

لذلك من الفوائد المهمة للزواج حصول الشخص على الإستقرار النفسي و العاطفي. و التوقف عن التفكير في الشريك المنتظر و عن الإحتياجات الغريزية لأنه أصبح يمتلكها.

2- زيادة الإنتاجية و التركيز

أظهرت الدراسات الأمريكية أن الأزواج أكثر إنتاجية و حصولاً على المال من العزاب و حتى المتعايشين مع بعضهم البعض. و بينت هذه الدراسة بأن الرجال المتزوجون يسعون إلى تطوير أنفسهم و تحسين وضعهم المادي بشكل أكبر بسبب تحملهم مسؤولية البيت و الأطفال.

3- الوقاية من الأمراض النفسية

عندما يتوفر الدعم العاطفي من الشريك فهذا سوف يقلل من إحتمالية دخولك بأمراض نفسية مثل القلق و الإكتئاب. لذلك نجد العزاب أكثر عرضة للدخول في مثل هذه الحالات. بل أيضاً يعانون من مشاكل في النوم مثل عدم القدرة على النوم بشكل جيد.

4- عدم الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً

من فوائد الزواج أيضاً حماية الطرفين من الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً. ذلك بسبب عدم قيامهم بممارسة العلاقة الحميمة مع أي شخص آخر خارج إطار العلاقة الزوجية.

قد تقول لي بأن هناك بعض المتزوجين يقومون بخيانة أزواجهم و من الممكن أن يصابوا بتلك الأمراض. نعم كلامك صحيح لكن هذا المقال ليس موجهاً للحالات الشاذة مثل هذه الحالات. بل هذا المقال موجه لإظهار الصورة الطبيعية للزواج بعيداً عن الخيانات.

5- الإبتعاد عن العلاقات المحرمة

يساعدك الزواج أيضاً في الإبتعاد عن العلاقات المحرمة و التي من خلالها تكتسب الآثام و الخطايا. فمن المعروف أن العلاقات خارج إطار العلاقة الزوجية تعتبر محرمة. و إن وصل بك الأمر إلى الزنا فأنت قد إقترفت ذنباً كبيراً و يجب عليك التوبة.

لذلك من فوائد الزواج بأن يقوم الشخص بعف نفسه عن المحرمات و عدم الوقوع في المعاصي. لذلك يصل الشخص إلى مرحلة الإكتفاء بشريك حياته و محاولة تحسين أوضاعه المادية و الإجتماعية. بدلاً من السعي وراء تعدد العلاقات التي أعتبرها مضيعة للوقت.

ملخص

للزواج فوائد عديدة تتخطى ما تم ذكره في هذا المقال مثل: وجود شخص بجانبك و يساندك. و وجود شخص يهتم بك و بإحتياجاتك, بالإضافة إلى أن شريكك بالحياة سوف يكون صديقك المقرب الذي سوف تمضي معه أغلب وقتك.

لكن بالتأكيد يجب عليك إختيار شريكك بعناية لأن هذا الإختيار هو الأهم في حياتك كلها. أيضاً أريد أن أنصحك بنصيحة مهمة و هي أن تقوم بالعمل على نفسك بأن تكون الشخص المناسب الذي يتمناه الجميع.

يرجى ترك هذا الحقل فارغا

كُن أول الأشخاص الذين يقرأون المقالات عند صدورها

قم بالتسجيل لتلقي المقالات أولاً بأول في الصندوق الوارد الخاص بك.

نحن لا نرسل البريد العشوائي! اقرأ سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيد من المعلومات.

تحقق من علبة الوارد أو مجلد الرسائل غير المرغوب فيها لتأكيد اشتراكك.