تعتبر الشخصية السيكوباتية من الشخصيات الأكثر خطورة في العالم و في علم النفس. و يصنف الشخص السيكوباتي ضمن إضطراب الشخصية المعادية للمجتمع. بمعنى آخر تعتبر السيكوباتية مرضاً نفسياً.
بالإضافة إلى ذلك فإن إضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يحتوي على نمطان من الشخصيات. الشخصية الأولى هي المختل عقلياً و هو الشخص السيكوباتي و الشخصية الثانية هي المعتل إجتماعياً. و الفرق بينهما يكون بأن المختلون عقلياً (السيكوباتيون) يولدون هكذا أي يوجد خلل في تركيبة دماغهم. تجعلهم لا يتعاطفون و لا يشعرون بالمشاعر التي يشعر بها الإنسان الطبيعي.
بينما المعتل إجتماعياً يصبح مصاباً بإضطراب الشخصية المعادية للمجتمع نتيجة التربية القاسية. أو تعرضه للتعنيف و التنمر و العيش في بيئة خطرة تجعله شخصاً خطيراً و مريضاً نفسياً. و بالتأكيد يوجد العديد من الإختلافات بين المختل عقلياً و المعتل إجتماعياً لكنني في هذا المقال سأقوم بالتركيز على الشخصية السيكوباتية فقط.
مرض السيكوباتية
قد يعتقد الكثيرون أن الأشخاص السيكوباتيون هم الأشخاص الذين يقومون بضرب و إيذاء الآخرين جسدياً. أو يعتقدون بأن الشخص السيكوباتي هو شخص غريب الأطوار و يعتبر قاتلاً متسلسلاً مثل ما نراه في أفلام الرعب. على الرغم من أن الشخصية السيكوباتية خطيرة جداً و قد تقوم بإيذاء الآخرين. إلا أن الفكرة العامة لدى أغلب الناس عن هذه الشخصية خاطئ.
لأن السيكوباتيون موجودن حولنا و بشكل ليس بالقليل إلا أنه من الصعب إكتشافهم بسبب تعاملهم مع الآخرين بشكل طبيعي. لذلك قد يكون السيكوباتي أب, أم , مديرك في العمل أو حتى زوجتك. و من الأفلام المعروفة التي قامت بتجسيد هذه الشخصية بشكل جيد و بينت قدرتها على التمثيل و كسب تعاطف الآخرين فيلم (Gone girl).
هنا يأتي السؤال المهم هل السيكوباتية مرض؟. نعم هي بالتأكيد مرض نفسي تندرج ضمن إضطراب الشخصية المعادية للمجتمع. بحيث يعاني السيكوباتي من خلل في الدماغ لذلك سمي صاحب هذه الشخصية مختلاً عقلياً. بحيث السيكوباتيون ليس لديهم القدرة على التعرف على المشاعر التي يشعر بها الإنسان الطبيعي. مثل مشاعر الخوف, الحب و الحزن و باقي المشاعر الأخرى لذلك نرى أن المسلسلات و الأفلام تعرض لنا الشخصية السيكوباتية بأنها شخصية باردة.
و بالنسبة إلى المشاعر التي يظهرونها على وجوههم هي عبارة عن مشاعر زائفة تعلموها من خلال التعامل مع الآخرين و من خلال متابعة العروض التلفزيونية. و يمتاز معظم السيكوباتيين بنمط تفكير تخطيطي و تحليلي بمعنى آخر يقومون بفعل الأشياء بطريقة مدروسة. فإن أرادوا إيذاء شخص ما يقومون برسم الخطط لذلك. و هذا بالطبع عكس نمط تفكير المعتل إجتماعياً الذي يقوم بإيذاء الآخرين دون التفكير بنتائج أفعاله.
و حسب الدراسات لاحظوا أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الخلل الدماغي إستجابوا بشكل ضئيل جداً لمشاهد العنف و غيرها من المشاهد المثيرة. لذلك نرى أن السيكوباتي يحاول دائماً القيام بأعمال خطيرة أو يخطط لإيذاء الآخرين بطريقة ما, فقط لكي يشعر بالإثارة و المشاعر التي يشعرها الإنسان الطبيعي.
علامات تدل على الشخصية السيكوباتية
هنا سأقوم بذكر أعراض الشخصية المعادية للمجتمع و أشرح عنها بشكل بسيط:
1- إستغلال و التلاعب بالآخرين و إنتهاك حقوقهم.
عادةً ما يقوم السيكوباتي بإستغلال الآخرين و التلاعب بهم. بحيث في بداية كل علاقة يقوم بلعب دور الصديق الجيد أو الحبيب المثالي و من ثم يقوم بجمع المعلومات الكافية عن الطرف الآخر لكي يقوم بإيقاعه بالمشاكل أو لكي يصل إلى منصب معين. و هذه الصفة تسمى في علم النفس بالصفة الميكافيلية التي تجعل الشخص منافقاً بارعاً لكي يحصل على ما يريد.
لذلك نجد أن الشخصية السيكوباتية في بيئة العمل تقوم بجمع المعلومات عن الطرف الآخر بشكل كبير. ثم بعد ذلك تقوم بخيانته و إستعمال هذه المعلومات لصالحه و ضد زميله مما يمكنه من الترقي الوظيفي. و نجدها في العلاقات العاطفية بحيث يقوم الشخص السيكوباتي بلعب دور الحبيب المثالي لكي يصل إلى علاقة جنسية مع الطرف الآخر.
2- الإفتقار إلى الندم و القلق بشأن الآخرين (عدم التعاطف)
تعاني هذه الشخصية من عدم قدرتها على فهم إحتياجات الآخرين. لذلك قد تقوم بإيذائهم من دون الشعور بالتعاطف معهم نهائياً. لهذا السبب تعتبر الشخصية المعادية للمجتمع من الشخصيات الخطيرة في علم النفس.
3- تجد صعوبة في الحفاظ على علاقات طويلة الأمد
حال هذه الشخصية كحال أغلب الشخصيات المضطربة بشأن العلاقات الإجتماعية. بحيث تجد صعوبة في الإستمرار بعلاقات طويلة الأمد, و ذلك لأنها تقوم بإستغلال الآخرين و التلاعب بهم و في بعض الأحيان تقوم بإيذائهم بشكل كبير. مما يؤدي إلى نفور و خوف الآخرين منهم و الإبتعاد عنهم.
4- لا يستطيع السيكوباتي السيطرة على غضبه
تعتبر الشخصية السيكوباتية من الشخصيات المؤذية بشكل كبير لذلك لا يجب عليك إستفزازها أو الدخول معها في صراع. لأن هذه الشخصية إن غضبت فسوف تفقد السيطرة على نفسها و على أفعالها. و هذا سوف يجعل السيكوباتي يقوم بأفعال مؤذية جداً قد تصل إلى العنف الجسدي.
5- عدم الشعور بالذنب و عدم وجود الضمير
من أسوأ الصفات التي تمتلكها هذه الشخصية هي عدم الشعور بالذنب عند إيذاء الآخرين. هذا الشيء يعتبر خطيراً جداً لأنك لا تستطيع التنبؤ بدرجة الإيذاء الذي من الممكن أن تصل إليه هذه الشخصية. لأنه مهما قامت بإيذاء الآخرين و التلاعب بهم و تخريب حياتهم لن تشعر بالندم نهائياً.
6- إلقاء اللوم و المسؤولية على الآخرين في مشاكل حياتهم
إن وقع الشخص السيكوباتي بمشكلة ما فإنه عادةً ما يقوم بإلقاء اللوم على الآخرين.
7- خرق القانون بشكل متكرر
تعتبر الشخصية السيكوباتية من أكثر الشخصيات التي تقوم بخرق القواعد و القوانين. لكن بالنسبة للسيكوباتي من الصعب أن يتم القبض عليه و ذلك بسبب تخطيطه المتقن لأفعاله.
بينما المعتل إجتماعياً قد يكون من السهل أن يتم القبض عليه و ذلك لإنفعاله الكبير أمام الجميع. بحيث لا يقوم بدراسة تحركاته مثل المختل عقلياً.
كيفية التعامل مع الشخصية السيكوباتية
إن التعامل مع الشخصيات المضطربة ليس بالأمر السهل خصوصاً عندما تتعامل مع إضطراب الشخصية المعادية للمجتمع. لكن سأذكر لكم بعض النصائح للتعامل الصحيح مع السيكوباتي.
1- إبق بعيداً عنه و إجعل العلاقة سطحية
لكي تحافظ على نفسك و تحميها من تلاعب و إستغلال السيكوباتي يجب عليك عدم الخوض معه بنقاشات عميقة و يفضل عدم التعامل معه نهائياً. لكن إن كنت مضطراً إلى التعامل معه بسبب العلاقة التي توجد بينكما. سواءً علاقة عمل أو قرابة أو إرتباط عاطفي, فيجب عليك أن تبقى سطحياً معه ولا تحاول التكلم عن أشيائك الخاصة و الحساسة معه. لأنه كما شرحت في بداية المقال ستقوم الشخصية السيكوباتية بإستخدام المعلومات ضدك و لإستغلالك.
2- لا تظهر خوفك أمامه و حافظ على حدودك الشخصية
مهما كانت هذه الشخصية خطيرة فلا يجب عليك إظهار خوفك لها بل تصرف بشكل طبيعي. لأن الشخصية السيكوباتيه تقوم بإفتعال المشاكل و إخافة الآخرين لكي تشعر بالقوة و السيطرة. لذلك تصرف على طبيعتك و كن قوياً و بالطبع لا تحاول الإنخراط بمشاكل لفظية أو جسدية معها. بل عليك محاولة الحفاظ على هدوئك و عدم إظهار خوفك.
3- لا تستمع إلى قصص السيكوباتي
الشخصية السيكوباتية من الشخصيات التي تكذب بشكل كبير و تحاول دائماً إختلاق القصص من وحي الخيال. علاوة على ذلك تقوم بتغيير مجرى الأحداث في القصص التي ترويها لكي تكسب التعاطف أو الأشخاص. أو من الممكن أن يقوم السيكوباتي برواية القصص الكاذبة لك لكي تتعاطف معه و تعطيه ما يريده.
لذلك مهما كنت ذكياً لا تحاول الإستماع إلى قصصهم لأنهم سيقومون بالتلاعب بك بطريقة أو بأخرى. فعندما يحاول السيكوباتي التحدث معك لا تتفاعل معه و لا تستخدم عواطفك و حاول إنهاء المحادثة بشكل سلس و سريع.
4- حاول أن تتواصل معهم عن طريق مواقع التواصل بدلاً من لقائهم على أرض الواقع
بما أن الشخصية السايكوباتية شخصية ساحرة و جذابة فبإمكانها التلاعب بك بسهولة إن تكلمت معها وجهاً لوجه. في حين إن كان التواصل فيما بينكم عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي فهذا سيجعلك أكثر تحكماً بنفسك. خصوصاً إن كان لديك بعض المشاعر لدى الشخص السيكوباتي.
سأقوم بوضع فيديوهات توضيحية لهذه الشخصية الخطيرة.
1 تعليق
Smsma · ديسمبر 26, 2022 في 4:15 ص
شخصية مخيفة 🤕🤕