تجربتي مع النرجسي هي عبارة عن محتوى خاص بقصص الأشخاص المتعافين من العلاقة مع الشخصية النرجسية. لذلك في هذه القصة سوف يتم نشر تجربة أحد المتابعين بناءً على رغبته الشخصية. و بالطبع هذه القصة سوف تحتوي على خصوصية الأشخاص من ناحية الإسم و أي شيء خاص.

لا يجب عليك إستخدام هذه القصص لبناء أي قرار يخص حياتك و علاقتك مع الشخصية النرجسية. لأن كل شخص لديه وضع مختلف بالإضافة إلى تفاصيل مختلفة. لذلك عندما تقرر إتخاذ أي قرار بخصوص علاقتك مع النرجسي يُفضل أن تقوم بإستشارة مختص أسري أو طبيب نفسي.

مراحل تجربتي مع النرجسي و الإكتئاب (قصة رقم 1)

بعد تجربة صعبة نفقد أحياناً شغفنا بكل شيء. نود لو أننا نستطيع التخلص من حياتنا فحسب، أن نهرب إلى اللامكان، أن نختار أن نختفي عن وجه الكرة الأرضية.

بعد إرتباطي بالشخصية النرجسية شعرت بأنني لا أستحق شيئاً جميلاً. إختفى إستحقاقي للخير والحب، أردت فقط  أن تنتهي هذه الحياة المهينة. وبعد إبتعادي عن الشخصية النرجسية شعرت بأنني عبء ، عبء ثقيل ، فأنا الذي إعتاد أن ينجح دوماً.

كيف سمحت لنفسي بأن أفشل في زواجي؟. كانت كل هذه الأفكار تدور في رأسي المثقل (كما تدور في رأس أي شخص تعرض لمثل هذه التجربة الصعبة).

كانت النساء يقمن بتخبئة أزواجهن عندما يرونني وكأنني سأخطفهم. و الأمهات تخبئ أبنائها، و بعض من صديقاتي إختفين وكأنني أحمل مرضاً معدياً. كان وقتاً صعباً للغاية.

وقتها و عندما بدأت أنتبه لأفكاري، علمت بأنني في الطريق الخاطئ. أنا لا أريد لحياتي أن تسير على هذه الشاكلة. فقمت بإعتزال الناس لمدة سنتين. مررت بمراحل الإنفصال النفسي كلها, ربما من المفيد أن أشارككم بها وكيف مررت بها.

تجربتي مع النرجسي
تجربتي مع الزوج النرجسي

المرحلة الأولى: الصدمة

ولهذه المرحلة عدة مظاهر منها: الصراخ و البكاء المستمر و تكسير الأشياء والصمت المدقع. لقد عشت في هذه الفترة بصمت مدقع و بإنعزال كبير عن الناس.

لم أرد أن أشاهد أحد أو أتعامل مع أي شخص. ربما أخذت هذه المرحلة وقتاً كبيراً من حياتي، ما يقارب السنة تقريباً. سمحت فيها لنفسي أن أستشعر الحزن بشكل كبير، أن أبكي كثيراً. أتذكر وقتها عندما كان أحدٌ ما يسألني أي سؤال مثل:

كيف حالك؟ فأبكي.

ما أسمك ؟  أبكي.

هل تودين تناول الطعام؟ ابكي.

في الحقيقة في هذه المرحلة أنهيت مخزون البكاء تماماً. لكنها في نفس الوقت كانت فترة صحية بشكل كبير. ربما أكثر ما ساعدني في تجاوز صدمة الألم النفسي والفقدان هو أنني سمحت لنفسي أن أعيش مراحله بشكل تام.

تقبلت نفسي حتى وأنا بأسوء الأحوال. تأخذ هذه المرحلة وقتاً طويلاً عند بعض الأشخاص و وقتاً أقصر عند البعض الآخر منهم. ذلك يعتمد على وعي الشخص و القصص و الأحداث الصعبة التي مر بها في هذه العلاقة.

المرحلة الثانية من تجربتي مع النرجسي و الإكتئاب (قصة رقم 1) : الإنكار

في هذه المرحلة يشعر الشخص و كأن كل ما مر به هو كذبة كبيرة،  كابوس، حلم مزعج، و إستيقظ منه بعد نوم طويل. في هذه المرحلة بدأت تساؤلات كثيرة  تخطر على بالي. لماذا أنا؟ لماذا سمحت لنفسي بأن أعيش ما عشته؟.

ما أمر به ليس حقيقي بالتأكيد.

شيء ما سيختفي قريباً.

في الحقيقة لم يحدث أي شيء, ربما من الأمور التي ساعدتني على تجاوز هذه المرحلة الكتابة و التسجيل. بدأت هنا بكتابة يومياتي و كل ما أشعر به. و أٌقارن و أٌراقب مشاعري وكأنني شخص آخر. حتى أنني في بعض الأيام سجلت تسجيلاً صوتياً على مسجل الصوت في هاتفي لكي أصف ما أشعر به. هذا ساعدني فعلا على تجاوز الإنكار.

المرحلة الثالثة: الغضب ولوم الآخرين

في هذه المرحلة من تجربتي مع النرجسي. يشعر الشخص بغضب عارم يحتل كيانه، يود أن يلقي كل ما عاشه من تجارب سيئة على شماعات بشرية. لذلك يفكر في لوم والديه و أهله وأصدقائه و شريكه السابق.

لكن في هذه المرحلة لم ألم أحداً إلا شريكي السابق. ذلك بسبب ما جعلني أعانيه من قهر أنساني أني كنت جزءً من المشكلة. فأنا من إخترته وأنا من عليه تحمل تبعات هذا الإختيار الخاطئ. لذلك فأنا أيضاً جزءً من ما أعانيه الآن, كانت هذه بعضٌ من محادثاتي مع نفسي. كان يجب علي أن أكون صريحاً إتجاه ما مررت به. لهذا انتقلت إلى المرحلة التالية مرحلة لوم الذات.

المرحلة الرابعة من تجربتي مع النرجسي و الإكتئاب (قصة رقم 1): لوم الذات

في هذه المرحلة بالذات يشعر المصاب بالإكتئاب في رغبة شديدة في لوم نفسه. و في هذه الفترة راودني ذلك الشعور أيضا. لقد كنت ألوم نفسي دائما, لماذا سمحت لنفسي بإختيار شخص خاطئ؟.

كيف سمحت لنفسي و أنا التي أنجح دائما أن يفشل زواجي؟. لماذا لم أتيقن كثيراً من اختياري قبل أن أطلق لمشاعري العنان؟ لماذا و لماذا و لماذا.

كل هذه أسئلة كانت تجعلني أشعر بالضيق كل يوم و كل دقيقة و كل لحظة. كنت ألوم ذاتي على اختيارها الذي كان بناءً على خبرتها القليلة في هذه الحياة. و ألومها على احتياجها النفسي للدعم و الحب. لم تستمر هذه الفترة طويلاً، وإنما تجاوزتها بما يقارب الأسبوعان.

بعد أن أجبت على كل الأسئلة التي كنت أطرحها على نفسي و بعد أن أدركت أن لومي لنفسي لن يضيف شيئا لي. و لن يصلح أي شيءِِ كُسر إنما سيزيد الطين بلة.

المرحلة الخامسة: الحنين للذكريات السابقة

في هذه المرحلة يشعر المصاب بالإكتئاب بحنينه لذكرياته السابقة مع شريكه السابق. يتذكر الذكريات الجميلة والمواقف الجيدة، لكن في الحقيقة أنا لم أعش هذه المرحلة. لأن الشعور الذي كنت أشعره إتجاه شريكي السابق هو الاشمئزاز فقط لم تكن هناك مواقف جيدة لأتذكرها من تجربتي مع النرجسي.

المرحلة السادسة: التقبل الإيجابي

هنا يبدأ المصاب بالإكتئاب بالتعافي و تبدأ رحلته في التشافي روحياً وعاطفياً. في الحقيقة إحتجت وقتاً طويلاً لأصل لهذه المرحلة، لقد بذلت مجهوداً كبيراً في رحلتي هذه. هنا تقبلت أن وجود تجربة كهذه هي مِنحة و ليست محنة, هي هدية مغلفة جعلتني أتقرب من نفسي أكثر.

علاوة على ذلك جعلتني أعرف  نفسي أكثر و أن أكتشف الحقيقة الجوهرية. أن لا أحد سوف يحبك بقدر حبك لنفسك، لذلك أعطيت نفسي الأولوية و بذلت وقتي كله في التعرف عليها والتقرّب منها.

المرحلة السابعة من تجربتي مع النرجسي و الإكتئاب: مبروك لقد تشافيت

بحثت وقرأت كثيراً عن الإكتئاب و علمت بأنني أعاني منه. لذا إتخذت قراراً حاسماً بأن أساعد نفسي وأن أمدّ يد العون و المساعدة لنفسي.

بدأت في الإشتراك ببعض الدورات بهدف التخلص من بعض التجارب الصعبة التي عشتها. و درست المسرح و الكتابة الإبداعية و التصوير و صناعة الأفلام والفنون المختلفة. مثل: الرسم العادي و الرسم على الماء و التجميل. بالإضافة إلى فنون الطهي و رواية القصص و التلفزة و المونتاج و الفوتوشوب. و القيادة وإدارة المشاريع و فنون الإلقاء و قيادة المجموعات والإرشاد السياحي.

أردت فقط وقتها أن أثبت لنفسي بأنني ما زلت تلك المرأة المميزة التي تستطيع أن تنجح من جديد و هنا بدأت ولادة جديدة.

ولادة جديدة

تمنحنا الحياة ولادات جديدة و أول مرة نولد فيها نعيش تجربة صعبة للخروج لهذه الحياة. ترهقنا الولادة و تضعفنا فتحن علينا أمهاتنا و يضمونا إلى صدورهم فنشعر بالأمان حينها.

لكن ماذا عن تلك الولادات التي نخوضها بعد ولادتنا الاولى؟. تلك التي ربما لم نخبر أحدا بها, من سيضمنا حينها؟.

خلقنا في هذه الدنيا في كبد و شقاء, في تعب وكدّ. لتُصقل شخصياتنا و تظهر معادننا. بعد إنفصالي الصعب كان لا بُد لي أن أجد نفسي من جديد. أن أشعل الشغف بين ثناياي و أن أجد  تلك الطفلة التي احتاجت يوماً لمن يقول لها بأنها أميرةو بأنها جميلة و بأنها مميزة.

و أنا أقول لها هذا بإيمان تام أنني لن أجد من هي أجمل أو ألطف أو أقوى منها. و أن أشبعها حباً و حناناً و أن أكون لها نعم الداعم والسند. أن أحبها بكل ما أوتيت من قوة و أن أطمئنها بأنني وجدت لأكون معها مهما عاشت ومهما عانت وُجدت في هذا الكون لأكون معها.

وحينما أيقنت بأنني وُجدت لكي أدعم نفسي, ولدت مرة أخرى. إمرأة جديدة برؤية مختلفة للحياة و بإستحقاق كبير للنعم و الخير و الحب والعطاء. بعد إبتعادي عن النرجسي إكتشفت أهم معلومة في الكون و هي أنني لست بحاجة لأن يخبرني أحد كم أنا جميلة أو كم أنا رائعة لأنني بالفعل كذلك.

تلك المرأة ذات الصفات المميزة و الفريدة و التي لا تشبهها أي إمراة أخرى لأن كل إمرأة لها جمالها و بريقها. لذلك سأشارك معكم المزيد من الإنجازات نتيجة تجربتي مع النرجسي و الإكتئاب.

٢٠١٩ عام الولادات الجديدة

في هذا العام خضت تجارب عديدة أدت لخلق ولادات جديدة. أستطيع القول بأن نسخة جديدة مني قد بدأت بالظهور بإنطلاقة و مرح طفلة صغيرة. و بحكمة و تفاؤل و رضى إمرأة كبيرة, أيقنت حينها أنّني لم أخلق عبثا. و أن تجارب الحياة ما هي إلا هدايا وهبنا إياها الله سبحانه و تعالى. ليصقل شخصياتنا و لننعم بصفات لم نكن نعلم بوجودها.

لم أكن أعلم إطلاقا أنني قوية لهذه الدرجة ربما أهداني الله تجربة مع الشخصية النرجسية و الإبتعاد عنها لأشعر أكثر.

لأحب أكثر.

أحب نفسي و كل المخلوقات. 

لأعلم فعلاً مدى إستحقاقي لكل ما هو جميل و رائع.

لأتقبل نفسي بزلاتها و نزواتها و مميزاتها و قبل كل هذا.

أن أتقبلها بعيوبها.

ولكي أتقبلها يجب عليّ أن أحبها.

ولكي أحبها ، يجب علي أن أعرفها.

و بعدما لمست لذة معرفتي القليل من ذاتي.

كافئني الله بهدايا كثيرة.

بولادات كثيرة.

فبعد ثلاث سنوات قمت بعمل معرضي الفني الأول. يتحدث عن دواخل النفس البشرية و يدمج معه فن الماندالا. و بعدها بأربعة أشهر حصلت على منحة سفر لمنحي جائزة المبادرين المقدسيبن. ذلك بعد تنفيذي لمبادرة (مين أنا) و هي مبادرة لدعم النساء المقدسيات اللواتي يتعرضن لعنف مجتمعي ونفسي.

 علمتهم من خلالها أن يجدن المفاتيح المناسبة للتعامل مع هذه الظروف، وأن يفرغن مشاعرهن بطرق صحيحة و أن يحصلن من خلالها على الدعم النفسي.

بعد ذلك تعلمت الدعم النفسي بالفنون و اللعب و القصص. و أنا الآن أعمل في هذا المجال و أدرس العلوم الانسانية وعلم الاجتماع لأعرف أكثر عن النفس البشرية لأن المعرفة هي أساس كل شيء.

كلام مهم حول تجربة الأشخاص مع الشخصية النرجسية

تجربتي مع النرجسي هي عبارة عن قصص الأشخاص الذين كانوا بعلاقة مع شخصية نرجسية. لذلك هذه القصص تعتبر حقيقية و تعكس تجربة الأشخاص على أرض الواقع.

أيضاً من المهم أن نعلم بان كل شخص فينا لديه قصة مختلفة عن الآخر و ظروف أخرى. لذلك لا نستطيع إستخدام هذه القصص الناجحة لكي نبني عليها قراراتنا المصيرية. لكن يجب أن نأخذ منها العبرة و الأخطاء التي يرتكبها الأشخاص الذين يتعاملون مع الشخصية النرجسية.

علاوة على ذلك من المهم أيضاً أن تقوم بزيادة الوعي عن هذه الشخصية بشكل أكبر. و زيادة الوعي عن طبيعة شخصيتك و عن العقد النفسية التي تمتلكها. لذلك سأضع لكم بعض المقالات التي سوف تساعدك في ذلك:

سأقوم بوضع العديد من المقالات التي سوف تساعد في بناء شخصية جديدة و قوية من خلال القصص القادمة. لذلك حاول أن تتابع محتوى الموقع أول بأول لكي يصلك كل ما هو جديد.

للتواصل و حجز الإستشارات

تجربتي مع الزوج النرجسي

كُن أول الأشخاص الذين يقرأون المقالات عند صدورها

قم بالتسجيل لتلقي المقالات أولاً بأول في الصندوق الوارد الخاص بك.

نحن لا نرسل البريد العشوائي! اقرأ سياسة الخصوصية الخاصة بنا لمزيد من المعلومات.


0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *